أن الإسلام هو دين
الفطرة الإلهى الإبراهيمى الحنيف السامى الذي نسخ الله تعالى به جميع الديانات
السابقة فاليهودية نسخت ما قبلها والمسيحية نسخت اليهودية والإسلام نسخ المسيحية
واليهودية فالإسلام هو ملة إبراهيم الحنفاء المسلمين فهو آواخر الديانات التي نسخت
جميع الكتب السماوية التى نزلت من قبل فاتت جميع عقائد المرسلين والأنبياء منسوخة
بالمثل في كتاب واحد شامل لجميع المرسلين وهو هذا القرآن العظيم، فربنا واحد فيبقى
دينه وتشريعة هو شرع واحد وجميع الأنبياء والرسل هم ديانتهم واحدة وهى الإسلام
الحنيف، فجميع الكتب والصحف الإلهىة الأولى هى تناسخت بالمثل في التشريع والسنة
الإلهية التى فرضها الله تعالى على خلقة، وإنما تختلف بها قصص الأنبياء والرسل
والقوم الذين ارسل لهم الله رسله مثل صحف إبراهيم وموسى للتوراة والزبر والإنجيل
والقرآن، فكتاب الله الخاتم القرآن وهو يحتوى ويشمل على جميع التشريع للكتب
السماوية السابقة وذكرت به كل قصص الأنبياء والرسل الأولين الى خاتم النبيين محمد
صلى الله عليه وسلم الذى اتى بنفس عقيدة ومنهج ملة الحنفاء الإبراهيمين المسلمين
فإن سيدنا اب الدين الإلهى الإسلامى إبراهيم خليل الله هو أصل الديانة المحمدية
وكان هدف سيدنا محمد رسول الله هو العودة إلى الديانة الإبراهيمية الحنيفية لقوله
تعالى (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا
مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ- الأنعام6 -161))
(فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك
الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون - الروم 30) (عن عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي
أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَدْيَانِ
أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ: الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ) (عن أبي بن كعب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه
لم يكن الذين كفروا وقرأ فيها إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية
ولا النصرانية ولا المجوسية).
فإن عقيدة ملة
الحنيفية الإسلامية التي كان عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام هي دين التوحيد
والاستسلام لله عز وجل ونبذ الشرك والكفر وكل ما يعبد من دون ما انزل به الله
تعالى في الكتاب، وهذا هو دين الأنبياء جميعهم، واعتقاد الرسل كلهم، فلم يختلفوا
فيما بينهم في التشريع والاعتقاد والإيمان بالله، فقد كانوا كلهم على التوحيد
بالله، وسياق حَنِيفاً مسلما هى مائلاً عن الأديان المكروهة المبتدعة التى لم ينزل
بها الله من سلطان إلى ديانة الحق دين إبراهيم من سماكم بالمسلمين لقوله تعالى(يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ
جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي
هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى
النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ
مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ -الحج 77-78) (وَمَنْ
أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا - النساء
125).
شعر أبي الصلت الثقفي
عن وقعة الفيل، ويذكر فيها دين الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام:
إن آيات ربنا ثاقبات
* ** لا يماري فيهن إلا الكفورُ
خلق الليل والنهار
فكل *** مستبين حسابه مقدور
ثم يجلو النهار رب
رحيم *** بمهاة شعاعها منشور
حبس الفيل بالمغمس
حتى *** ظل يحبو كأنه معقور
لازما حلقة الجران
كما قطر *** من صخر كبكب محدور
حوله من ملوك كندة
أبطا ل *** ملاويث في الحروب صقور
خلفوه ثم ابذعرُّوا
جميعا * ** كلهم عظم ساقه مكسور
كل دين يوم القيامة
عند الله *** إلا دين الحنيفية يبور.
فإن البلد الله
الحرام مكة المكرمة هى مركز ومبعث واصل كل الديانات السماوية الإبراهيمية الحنيفية
لقوله تعالى (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً
وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا
آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم باللهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ
إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ
الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ
أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن
ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ
إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة2: 125- 128).عن أبي ذر قلت: يا رسول
الله أي مسجد وضع أول قال. المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال، بيت المقدس، قلت كم
بينهما؟ قال، أربعون سنة.
قال الأزرقى في كتابة
- أخبار وأثار مكة النصرانية - أكد وجود صور مسيحية في الكعبة فقال (وجعلوا قريش)
في دعائمها (الكعبة) صور الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة فكان فيها صورة
الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة فكان فيها صورة أبراهيم الخليل شيخ يستسقم
بالأزلام وصورة عيسى بن مريم. فلما كان
يوم فتح مكة دخل رسول الله البيت فأرسل الفضل بن عباس بن عبد المطلب فجاء بماء
زمزم ثم امر بثوب فبل الماء وأمر بطمس الصور فطمست وقال ووضع كفيه على صورة عيسى
أبن مريم وامه عليهما السلام وقال أمحوا جميع الصور إلا ما تحت يدى فرفه بدبة عن
صورة عيسى بن مريم وأمه أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار للأزرقى 1/ 165. فإن
هناك حجر كريم في المتحف البريطانى بلندن مرسوم علية الله إله القمر (هلال) في
الجزء العلوى وأسفله نسر إله سبأ كان النسر من معبودات قبائل حمير بذى الكلاع في
موضع يقال له بلخع من أرض سبأ باليمن راجع كتاب التاريخ العربى القديم لنيلسن
وهومل ورودوناكانيس وجرمان ترجمة فؤاد حسين.
وقد اتى في - كتاب
العرب ما قبل الإسلام - للمؤرخ جواد على ص 70 الفقرة التالية: " ومن أصنام
ثمود التي ورد ذكرها في كتاباتهم، الصنم "ودّ"، وهو من. الآلهة القديمة
عند العرب. والصنم "جد - هد" أو "جد - هدد"، وله عندهم معابد
وسدنة يخدمونه، ويعرف سادن الأصنام عندهم ب "قسو" أي "قس".
عرفنا أسماء بعضهم، ومنهم السادن "ايليا" "ايلية". ويظهر انه
كان من الآلهة العربية العتيقة، غير أن سعده أخذ في الأفول، فأخذت مكانه آلهة
أخرى، ثم عفى أثره من الذاكرة، فلم يرد اسمه بين الأصنام التي كان يعبدها
الجاهليون قبيل الإسلام. وقد بقيت مع ذلك أسماء مثل: "عبد جد" تشير إلى
اسم الإلَه العربي القديم. "
عن أبي سعيد عن النبي
قال: لما أسكن الله آدم البيت قال: إنك قد أعطيت كل عامل أجره فأعطني أجري، فأوحى
الله إليه أني قد غفرت لك إذا طفت به، قال: يا رب زدني قال: قد غفرت لمن طاف به من
ولدك، قال: يا رب زدني، قال: قد غفرت لمن استغفروا له، قال: فقام إبليس على
المأزمين (المأزم طريق ضيق بين جبلين، ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر وبين عرفة
مأزمين) فقال: يا رب جعلتني في دار الفناء وجعلت مصيري إلى النار، وجعلت معي عدوي
آدم وقد أعطيته فأعطني كما أعطيته؛ قال: قد جعلتك تراه ولا يراك، قال: يا رب زدني؟
قال قد جعلت قلبه مسكنا لك، قال: يا رب زدني، قال: قد جعلتك تجري منه مجرى الدم،
قال: فقام آدم فقال: يا رب، قد أعطيت إبليس فأعطني؛ قال: قد جعلتك تهم بالحسنة ولا
تعملها فأكتبها لك، قال: يا رب زدني، قال: قد جعلتك تهم بالسيئة ولا تعملها فلا
أكتبها عليك وأكتب لك مكانها حسنة، قال: يا رب زدني، قال: واحدة لي وواحدة بيني
وبينك، وأخرى لك فضل مني عليك فأما التي لي تعبدني ولا تشرك بي شيئا، وأما التي
بيني وبينك، فمنك الدعاء ومني الإجابة، وأما التي لك فإنك تعمل الحسنة فأكتبها
بعشرة أمثالها، وأما التي فضل مني عليك فتستغفرني فأغفر لك وأنا الغفور الرحيم.
عن بريدة عن النبي
قال: لماأهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم
قال: اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم
ما عندي فاغفر لي ذنوبي، أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا
يصيبني إلا ما كتب لي ورضني بقضائك فأوحى الله إليه يا آدم إنك قد دعوتني بدعاء
استجيب لك فيه وغفرت ذنوبك وفرجت همومك وغمومك، ولن يدعو به أحد من ذريتك من بعدك
إلا فعلت ذلك به ونزعت فقره من بين عينيه واتجرت له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا
وهي كارهة وإن لم يردها.
إن الحوادث التاريخية
تدل على تحول الكعبة الى مسجد مسيحي قبل الاسلام، مهّد لذلك تحويل الوثنية العربية
الى ما يسميه القرآن "الشرك"، بفضل الدعوات الكتابية، من يهودية ومسيحية
ونصرانية؛ وكان توحيدهم التوحيد الاسلامي، او قريبا من التوحيد الاسلامي (د. جواد
علي: تاريخ العرب قبل الاسلام، ج 5 ص 428). ولقد جاء في (الاغاني 13: 109) ان سادس
ملوك جرهم كان عبد المسيح بن باقية، وكانت سدانة البيت العتيق " لاسقف عليه
". وهذه الشهادة تقطع بأن الكعبة كانت مسجدا مسيحيا على زمن بني جرهم. والوضع
السياسي العام يؤيد ذلك ايضا. فقد كان الحجاز تحت إمراء آل كندة المسيحين في نجد،
التابعين للتبابعة المسيحيين في اليمن. وقد قُتل والد امرىء القيس، فقام سيد شعراء
الجاهلية يستنصر قيصر في دم أبيه. ومنذ هذه الحادثه قام الصراع بين المسيحية
واليهودية، وزاده تأججا هجرة "النصارى" الى مكة للاستيلاء على البيت
العتيق، وبه على الحجاز والعرب.
وجاء الخبر في السيرة
الهاشمية (1: 176) على لسان عبدالله بن الزبير: "كان رسول الله يجاور في
حراء، من كل سنة، شهرا. وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية – والتحنث: التبرر
"كلمة نصرانية" – تقول العرب: "التحنث والتحنف". وعلى لسان
عبيد بن عمير: " فكان رسول الله يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من
المساكين. فاذا قضى ص جواره من ذلك الشهر، كان اول ما يبدأ به، اذا انصرف من
جواره، الكعبه، قبل ان يدحل بيته، فيطوف بها سبعا، او ما شاء الله من ذلك. ثم يرجع
الى بيته. حتى كان الشهر الذي أراد الله تعالى فيه ما اراد من كرامته". وتضيف
السيرة الحلبية (1: 259) "وكان ذلك مما تتحنث فيه قريش في الجاهلية – أي
المتألهون منهم – وكان أول من تحنث فيه من قريش جده ص عبد المطلب. فقد قال ابن
الاثير: (أول من تحنث بحراء عبدالمطلب؛ كان اذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم
المساكين؛ ثم تبعه على ذلك من كان يتأله – اي يتعبد – كورقة بن نوفل وأبي أمية بن
المغيرة). ولم يصح انه اختلى اكثر من شهر".فلو كانت الكعبة بيت شرك وأوثان
لما كان القس ورقة بن نوفل، قس مكة، ومحمد قبل "بعثته"، وبعد تحنفهما في
غار حراء، يطوفان بالكعبة قبل الدخول الى بيتهما.
يؤيد ذلك ما رواه
الازرقي، واجماع الاخباريين عليه، ان أهل مكة لما جددوا بناء الكعبة، خمس سنوات
قبل مبعث محمد، رسموا على جدرانها صور الملائكه والانبياء مع صور السيد المسيح
وامه. وهذه ليست عادة عربية، ولا يهودية، ولا نصرانية: انما هي عادة مسيحية. وعند
فتح مكة امر محمد بمسح جميع الصور، ما عدا صورة المسيح وامه. وهذا عمل "
نصراني" من رواسب اليهودية في "النصرانية". عن ابن عباس- رضي الله
عنهما-: "إن رسول الله لما قَدِمَ أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة؛ فأمَرَ بها
فأُخرِجَت؛ فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله- صلى
الله عليه وسلم-: "قاتلهم الله! أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط؛
فدخل البيت فكبَّر في نواحيه" رواه البخاري كتاب الحج وأبو داود في"الحج
باب من كبر في نواحي البيت.دخل النبي الكعبة يوم الفتح وفيها صور الملائكة وغيرها
فرأى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه شيخا يستقسم بالازلام، ثم رأى صورة
مريم فوضع يده عليها وقال: امحوا ما فيها من الصور إلا صورة مريم...تاريخ مكة
للازرقي ص 169.
وجاء في أخبار مكة
للأزرقي باب ما جاء في ذكر بناء قريش الكعبة في الجاهلية. حدثني جدي قال حدثنا
داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج قال سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبى رباح
وأنا اسمع أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى قال نعم أدركت فيها تمثال مريم وعيسى
ابنها قاعدا مزوقا قال وكانت في البيت أعمدة ست سواري وصفها... قال وكان تمثال
عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام في العمود الذي يلي الباب قال ابن جريج فقلت
لعطاء متى هلك؟ قال في الحريق في عصر ابن الزبير. اخبرني محمد بن يحيى عن الثقة
عنده عن ابن اسحق عن حكيم بن عباد بن حنيف وغيره من أهل العلم أن قريشا كانت قد
جعلت في الكعبة صورا فيها عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام قال ابن شهاب قالت
أسماء بنت شقر أن امرأة من غسان حجت في حجاج العرب فلما رأت صورة مريم في الكعبة
قالت بأبي وأمي إنك لعربية، فأمر رسول الله أن يمحوا تلك الصور إلا ما كان من صورة
عيسى ومريم. وجدت قريش في الركن كتابا بالسريانية فلم يدري ما هو حتى قرأه رجل من
يهود فإذا هو أنا الله ذو بكة خلقتها يوم خلقت السموات والأرض وصورت الشمس والقمر
وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا يزول أخشباها أي جبلاها أبو قبيس وهو جبل مشرف على
الصفا وقعيقعان وهو جبل مشرف على مكة وجهه إلى أبي قبيس يبارك لأهلها في الماء
واللبن ووجد في المقام أي محله كتابا آخر مكتوب فيه مكة بلد الله يأتيها رزقها من
ثلاث سبل ووجد كتابا آخر مكتوب فيه من يزرع خيرا يحصد غبطة أي ما يغبط عليه ومن
يزرع شرا يحصد ندامة. مما تقدم تبيانه نجد حقيقة هامة، وسؤال يبحث عن اجابة من
الذي اتى بصورة العذراء مريم وابنها السيد يسوع المسيح؟؟؟.
يؤكد ذلك علماء الاسلام انفسهم، ونحن نعلم جيدا
ان وجود هذه الصور انما هو تقليد مسيحي!! فلا ريب في أنّ أهمّ شهادة عن وجود
المسيحيّة في مكّة قبيل الإسلام ما جاء في “كتاب أخبار مكّة شرّفها الله تعالى وما
جاء فيها من الآثار تأليف ابن الوليد محمّد بن عبدالله بن أحمد الأزرقيّ”، حيث ورد
أنّه كانت في دعائم الكعبة “صور الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة وصورة إبراهيم
خليل الرحمن وصورة عيسى ابن مريم”.وسؤال اخر لماذا امر الرسول بازالة صور الملائكة
ونبي الله ابراهيم وابقى على صورة كل من السيد المسيح والعذراء مريم؟ فإن قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم يدل على ان صورة السيدة مريم وإبنها المسيح عليهما السلام
كانتا هى صور حقيقية لذلك امر بحفظمها وعدم إزالتهما من الكعبة وكما معروف واتى
ذكره في هذا المقال ان رسول الله كان على الديانة الإبراهيمية الحنيفية التوراتية
المسيحية وتعلم المسيحية من القس ورقة ابن نوفل قس مكة المكرمة المسيحى وتزوج زوجة
الأولى السيدة خديجة على طقوس اهل الكتاب المسيحيين على يد القس ورقة ابن نوفل.
مما يؤيد ذلك، وجود
قسان نصرانيان في مكة، هما القس ورقة بن نوفل (كان أبيونياً هرطوقياً)، والقس عداس
الراهب من نينوى (وهو الذي شفى محمد في صغره من مرض في عينيه: السيرة المكية،
والحلبية والاغاني).فهذه ادلة جازمة بان ديانة المسيحيّة لقد دخلت أرض الحجاز، وهى
المنطقة التي تشمل مكّة ويثرب (المدينة المنوّرة) والطائف وغيرها، منذ بداية العصر
المسيحيّ. يورد ابن الأثير وابن خلدون وسواهما أنّ سادس ملوك “جُرهم”، الذين بدأ
مُلكهم قبل ظهور المسيحيّة بقليل، كان يدعى باسم نصرانيّ وهو عبد المسيح بن باقية
بن جُرهم، ما يعني، إذًا، أنّ المسيحيّة دخلت الحجاز بعد بدء المسيحيّة بزمن يسير.
أمّا الإصفهانيّ فيؤكّد في كتابه “الأغاني” أنّ بيت الحرام (الكعبة) في عهد بين
جُرهم كان له “خزانة وهي بئر في بطنه يلقى فيه الحلى والمتاع والذي يهدى له، وهو
يومئذ لأسقف (إمام النصارى وحبرهم) عليه”. كما ورد ذكر عبيدالله بن جحش بن رئاب
الذي هاجر إلى الحبشة مع محمّد، ولمّا بلغها تنصّر وفارق الإسلام. واشتهر أيضًا
أبو قيس صرمة بن أبي أنس الذي أورد عنه ابن الأثير أنّه “كان قد ترهّب في
الجاهليّة ولبس المُسوح”. وممّا يدلّ على آثار المسيحيّة في مكّة ما أورد الأزرقيّ
عن وجود “مقبرة النصارى في الجبل الذي بأسفل مكّة على يمين الخارج إلى المدينة”.
وهنا دليل قرآنى قاطع
يؤكد ويبرهن بأن العرب المكيين القرشيين الإسماعيليين الإبراهيمين الحنفاء قوم
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقد اتاهم سيدنا عيسى بن مريم في زمنهم يدعوهم
للمسيحية الإبراهيمية الحنيفية اى قبل الإسلام ب 600 سنة والسورة نزلت في مكة،
فيبقى عقليا ان سيدنا عيسى بن مريم لقد اتى لمكة موطن جدودة الإبراهيمين وبيت الله
الحرام حج جميع الأنبياء المرسلين لقوله تبارك وتعالى (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ
مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴿57﴾ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا
خَيْرٌ أَمْ هُوَ، مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ
﴿58﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا
لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿59﴾ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي
الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿60﴾ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ
بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿61﴾ وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ
الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿62﴾ وَلَمَّا جَاء عِيسَى
بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ
الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿63﴾ إِنَّ اللَّهَ
هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿64﴾
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ
عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿65الزخرف ﴾. هو ما أنزله الله من وصفه في أول سورة مريم
فإنها السورة المكية الوحيدة التي وردت فيها قصة عيسى بن مريم (عليهما السلام)
تفصيلا في ولادة المسيح وتؤكد بان المسيح لقد ولد في فصل الصيف وهو الفصل الذى
يثمر فيه التمر النخيل الذى اكلت منه السيدة مريم عندما جائها المخاط، والسورة تقص
قصص عدة من النبيين بما أن الله أنعم عليهم كما تختتم قصصهم بقوله﴿أولئك الذين
أنعم الله عليهم من النبيين- مريم 58﴾ وجاء في (الاغاني 13: 109) ان سادس ملوك
جرهم كان عبد المسيح بن باقية، وكانت سدانة البيت العتيق " لاسقف عليه
". وهذه الشهادة تقطع بأن الكعبة كانت مسجدا مسيحيا على زمن بني جرهم.
قال الحق (وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان
من المشركين - قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من
ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون – البقرة 135-136) فهذه الأية تؤكد
ببرهان الدليل ان الديانة الإلهية السماوية لكل النبيين هى ديانة الحنيفية ملة
إبراهيم الإسلامية فكل المرسلين هم اتوا بديانة الإسلام دين الله عزوجل فربنا واحد
فيبقى بالعقل والفطرة دينه واحد.
وفي منتصف
الثمانينيات في القرن التاسع عشر في خلال اخراج سيارة كانت قد غاصت في الرمال، تم
اكتشاف آثار كنيسة تقع في الجهة الغربية الجنوبية من الجبيل يعود تاريخها للقرب
الرابع، وهي المنطقة التي تم فيها اول اكتشاف للنفط السعودي.تعرف هذه الكنيسة
بكنيسة الجبيل، وبالرغم من ان البيروقراطية السعودية اعترفت بها لكنها لم تمنح
التصاريح لزيارتها لانها ما زالت تحت قيد التنقيب.يُعتقد ان الكنيسة تعود للقرن
الرابع ميلادي وتعتبر اقدم من جميع الكنائس الموجودة في اوروبا، وكانت آثارها
الاصلية تشمل 4 صلبان حجرية اختفت لاحقا، ويُعتقد انها كانت تنتمي للاسقفيات
النسطورية الخمس التي كانت موجودة في منطقة الخليج في تلك الفترة. ولقد اكتشف فريق
اثري فرنسي- سعودي على كمية هائلة من الصلبان المنقوشة على صخور في صحراء المملكة
العربية السعودية، وهي أدلة ملموسة تؤكد وجود المسيحية في الجزيرة العربية في
القرن الخامس ميلادي تقريبا، وتتضمن النقوش على عدد من الأسماء المذكورة الكتاب
المقدس في عهديه القديم (التوراة) والجديد (والانجيل)، وقد تكون اسماء الشهداء
الذين قتلوا في موجة من الاضطهاد ضد المسيحيين بين السنوات 470 – 475 ميلادي.
وكانت المسيحية قد بدأت في الانتشار في الجزيرة
العربية في القرن الرابع ميلادي، وفي القرن السادس وصلت الى منطقة الخليج، نجران
وساحل اليمن، بعد ذلك قام يوسف أسأر، وهو يهودي معروف بإسم يوسف ذو نواس
الحِميَّري، بالاستيلاء على السلطة في مملكة حميِّر التي كانت منقسمة بين
المسيحيين واليهود والوثنيين، وقتل المسيحيين في مجزرة عرفت بمحرقة نجران.وأرسل
المسيحيون نداءً الى خالب، ملك اثيوبيا، فقام بتنظيم حملة عسكرية لانقاذ
المضطهدين، فهزم يوسف ذو نواس وقتله. وتم تأسيس مملكة مسيحية في الجزيرة العربية
باعتبارها محمية اثيوبية، واستمرت حتى غزاها الاسلام. " فإن آثار الكعبة:
تشبه الاثارات التي وجدت في الكعبة عن ابراهيم الخليل، والملائكة، والمسيح في حضن
امه مريم الاثارات النصرانية الكثيرة الموجودة في "بيوت العماد"، في
الناصرة وبيت لحم واورشليم وبللاّ وبترا... وفي وسط "بيت العماد" حوض
ماء يعلو 84سم. على جدران الحوض آثار أنبياء وملائكة، ودعاءات وصلوات... ويشهد Arculfe الذي زار الاراضي المقدسة سنة 670 على ان هذه الامكنة جميعها كانت
تشبه بعضها بعضا...معظمها على اسماء أحد الانبياء الذين لهم علاقة ب
"العبور"، عبور الاردن، او الصحراء، أو البحر...كايليا، وموسى،
وابراهيم. ونعرف من الاثار انه جاء رجل من الروم، او من الاقباط، اسمه باقوم أو
باخوميوس، وراح يعمل فيها (الكعبة) ويسقفها وينجر ابواب لها. (لامنس: النصارى في
مكة مشرق ج 35، 1937، ص 267) وهذا في زمن وجود الاسقف على ولاية الكعبة.ومن الادلة
على ذلك ايضا: " بناء الكعبة على الطراز الحبشي، في سنة 608 ميلادية، ووجود
الصور المسيحية التي كانت تحلي باطنها، وقيام معمار حبشي ببنائها". ويدلنا
الازرقي على مقبرة النصارى في مكة: "مقبرةالنصارى دبر المقلع على طريق بئر
عنبسه بذي طوى". والمقلع جبل بأسفل مكه على يمين الخارج الى المدينة. وذكر
المقدسي في جغرافيته (77) "مسجد مريم" بجوار مكة. (لاحظ كلمة مسجد).
فإن الكعبة المقدسة
هي بيت الله الحرام، وقبلة المسلمين، جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد،
ورمزا للعبادة، يقول الله تعالى فيها{ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس}
(المائدة97)، وهي أول بيت وضع للناس من أجل عبادة الله جل وعلا، قال تعالى{ إن أول
بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} (آل عمران96).وجاء في الأثر، حدثني
جدي، حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، قال: أخبرتني عجوز، من أهل مكة كانت مع
عبد الله بن الزبير بمكة، فقلت لها: أخبريني عن احتراق الكعبة كيف كان ؟ قالت: كان
المسجد فيه خيام كثيرة، فطارت النار من خيمة منها فاحترقت الخيام، والتهب المسجد،
حتى تعلقت النار بالبيت فاحترق. قال عثمان: وبلغني أنه لما قدم جيش الحصين بن
نمير، أحرق بعض أهل الشام على باب بني جمح، والمسجد يومئذ خيام وفساطيط، فمشى
الحريق حتى أخذ في البيت، فظن الفريقان كلاهما أنهم هالكون، فضعف بناء الكعبة، حتى
إن الطير ليقع عليه فتتناثر حجارته حتى إنها لتنقض من أعلاها إلى أسفلها، وتقع
الحمام عليها فتتناثر حجارتها، وهي مجردة متوهنة من كل جانب، ففزع لذلك أهل مكة
وأهل الشام جميعا. و منذ زمان الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو يُريد هدم الكعبة
ليُعيد بنائها ببابين و يدخل جدرها بالبيت. و مع الزمان ومع الحريق الذي حل بخشبها
صار البيت أشد ضعفا، فكان لابد لابن الزبير او من يقوم مقامه أن يهدِم البيت
ويُعيد بِنائه، فبناه ابن الزُبير على ما تمنى أن يكون عليه الرسول صلى الله عليه
وسلم، ثم هدمه الحجاج لأنه لم يرتضي بِناء ابن الزُبير، وأعاد بِنائه على ما
ارتضاه الرسول صلى الله عليه وسلم، أي أعاده على هيئته كما كان.
لما أبطأ عبد الله بن
الزبير عن بيعة يزيد بن معاوية، وتخلف وخشي منهم، لحق بمكة ليمتنع بالحرم ومضى
الحصين بن نمير إلى مكة، فقاتل ابن الزبير بها أياما وكان الحصين بن نمير قد نصب
المنجنيق على أبي قبيس وعلى الأحمر، وهم أخشبا مكة، فكان يرميهم بها، فتصيب
الحجارة الكعبة حتى تخرقت كسوتها ** عليها، فصارت كأنها جيوب النساء، فوهن الرمي
بالمنجنيق الكعبة، فذهب رجل من أصحاب ابن الزبير يوقد نارا في بعض تلك الخيام مما
يلي الصفا بين الركن الأسود والركن اليماني، والمسجد يومئذ ضيق صغير، فطارت شرارة
في الخيمة فاحترقت، وكانت في ذلك اليوم رياح شديدة، والكعبة يومئذ مبنية بناء
قريش، مدماك من ساج، ومدماك من حجارة، من أسفلها إلى أعلاها وعليها الكسوة، فطارت
الرياح بلهب تلك النار ؛ فاحترقت كسوة الكعبة، واحترق الساج الذي بين البناء، فلما
احترقت الكعبة واحترق الركن الأسود فتصدع، كان ابن الزبير بعد ربطه بالفضة، فضعفت
جدارات الكعبة، حتى إنها لتنقض من أعلاها إلى أسفلها، وتقع الحمام عليها فتتناثر
حجارتها، وهي مجردة متوهنة من كل جانب، ففزع لذلك أهل مكة وأهل الشام جميعا،
والحصين بن نمير مقيم محاصر ابن الزبير، فأرسل ابن الزبير رجالا من أهل مكة من
قريش وغيرهم، فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد، ورجال من بني أمية، إلى الحصين،
فكلموه وعظموا عليه ما أصاب الكعبة وقالوا: إن ذلك كان منكم، رميتموها بالنفط.
فأنكروا ذلك، ولم يزالوا به حتى رجع إلى الشام. فلما أدبر جيش الحصين بن نمير، دعا
ابن الزبير وجوه الناس وأشرافهم وشاورهم في هدم الكعبة.
فأشار عليه ناس غير كثير بهدمها، وأبى أكثر
الناس هدمها، وكان أشدهم عليه إباء عبد الله بن عباس، وقال له: دعها على ما أقرها
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها، فلا تزال
تهدم وتبنى، فيتهاون الناس في حرمتها، ولكن ارقعها، فقال ابن الزبير: والله ما
يرضى أحدكم أن يرقع بيت أبيه وأمه، فكيف أرقع بيت الله سبحانه، وأنا أنظر إليه
ينقض من أعلاه إلى أسفله، حتى أن الحمام ليقع عليه فتتناثر حجارته. وكان ممن أشار
عليه بهدمها جابر بن عبد الله، وكان جاء معتمرا، وعبيد بن عمير، وعبد الله بن
صفوان بن أمية، فأقام أياما يشاور وينظر، ثم أجمع على هدمها، وكان يحب أن يكون هو
الذي يردها على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على قواعد إبراهيم، وعلى ما
وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، فأراد أن يبنيها بالورس،
فلما اجتمعت الحجارة وأراد هدمها خرج أهل مكة منها إلى منى، فأقاموا بها ثلاثا ؛
فرقا من أن ينزل عليهم عذاب لهدمها، فأمر ابن الزبير بهدمها، فما اجترأ أحد على
ذلك، فلما رأى ذلك علاها هو بنفسه، فأخذ المعول وجعل يهدمها ويرمي بحجارتها، فلما
رأوا أنه لم يصبه شيء اجترءوا، فصعدوا يهدمونها وقال ابن الزبير: أشهد لسمعت عائشة
رضي الله عنها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قومك استقصروا في بناء
البيت، وعجزت بهم النفقة، فتركوا في الحجر منها أذرعا، ولولا حداثة قومك بالكفر
لهدمت الكعبة وأعدت ما تركوا منها، ولجعلت لها بابين موضوعين بالأرض، بابا شرقيا
يدخل منه الناس، وبابا غربيا يخرج منه الناس، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها ؟
قالت: قلت: لا. قال: تعززا أن لا يدخلها إلا من
أرادوا، فكان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه أن يرتقي، حتى إذا كاد أن يدخل
دفعوه فسقط، فإن بدا لقومك هدمها، فهلمي لأريك ما تركوا في الحجر منها، فقال لهم
ابن الزبير: اشهدوا. ثم وضع البناء على ذلك الأساس، ووضع جدار الباب باب الكعبة
على مدماك على الشاذروان اللاصق بالأرض، وجعل الباب الآخر بإزائه في ظهر الكعبة
مقابلة، وكانت الكعبة يوم هدمها ابن الزبير ثمانية عشر ذراعا في السماء، فلما أن
بلغ ابن الزبير بالبناء ثمانية عشر ذراعا، قصرت بحال الزيادة التي زاد من الحجر فيها،
واستسمج ذلك إذ صارت عريضة لا طول لها، فقال: قد كانت قبل قريش تسعة أذرع حتى زادت
قريش فيها تسعة أذرع طولا في السماء، فأنا أزيد تسعة أذرع أخرى. فبناها سبعة
وعشرين ذراعا في السماء، فلم يزل البيت على بناء ابن الزبير، حتى قتل ابن الزبير
رحمه الله، ودخل الحجاج مكة، فكتب إلى عبد الملك بن مروان: إن ابن الزبير زاد في
البيت ما ليس منه، وأحدث فيه بابا آخر، فكتب إليه يستأذنه في رد البيت على ما كان
عليه في الجاهلية، فكتب إليه عبد الملك بن مروان أن سد بابها الغربي الذي كان فتح
ابن الزبير، واهدم ما كان زاد فيها من الحجر، فهدم الحجاج منها ستة أذرع وشبرا مما
يلي الحجر، وبناها على أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه، وكبسها بما هدم منها،
وسد الباب الذي في ظهرها، وترك سائرها لم يحرك منها شيئا، فكل شيء فيها اليوم بناء
ابن الزبير إلا الجدر الذي في الحجر، فإنه بناء الحجاج، وما تحت عتبة الباب الشرقي
الذي يدخل منه اليوم إلى الأرض أربعة أذرع وشبر، كل هذا بناء الحجاج، والدرجة التي
في بطنها اليوم والبابان اللذان عليها اليوم هما أيضا من عمل الحجاج، فلما فرغ
الحجاج من هذا كله، وفد بعد ذلك الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي على عبد
الملك بن مروان، فقال له عبد الملك: ما أظن أبا خبيب - يعني ابن الزبير - سمع من
عائشة ما كان يزعم أنه سمع منها في أمر الكعبة. فقال الحارث: أنا سمعته من عائشة.
قال: سمعتها تقول ماذا ؟ قال: سمعتها تقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن قومك استقصروا في بناء البيت، ولولا حداثة عهد قومك بالكفر أعدت فيه ما تركوا
منه، فإن بدا لقومك أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه. فأراها قريبا من سبعة
أذرع. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجعلت لها بابين موضوعين على الأرض:
بابا شرقيا يدخل الناس منه، وبابا غربيا يخرج الناس منه، فلما كان في خلافة الوليد
بن عبد الملك بعث إلى واليه على مكة خالد بن عبد الله القسري بستة وثلاثين ألف
دينار، فضرب منها على بابي الكعبة صفائح الذهب، وعلى ميزاب الكعبة، وعلى الأساطين
التي في بطنها، وعلى الأركان في جوفها قال أبو الوليد: قال جدي: فكل ما كان على
الميزاب وعلى الأركان في جوفها من الذهب، فهو من عمل الوليد بن عبد الملك، وهو أول
من ذهّب البيت في الإسلام.
الملك عبد الملك
الأموى يحول الحج من مكة إلى بيت المقدس فلسطين ! نص على ذلك عامة المؤرخين، ومنهم
المحب لبني أمية ابن كثير! قال في النهاية: 8/ 308: (قال صاحب مرآة الزمان: وفيها
ابتدأ عبد الملك بن مروان ببناء القبة على صخرة بيت المقدس وعمارة الجامع الأقصى،
وكملت عمارته في سنة ثلاث وسبعين، وكان السبب في ذلك أن عبد الله بن الزبير كان قد
استولى على مكة وكان يخطب في أيام منى وعرفة ومقام الناس بمكة وينال من عبد الملك
ويذكر مساوئ بني مروان ويقول: إن النبي (ص) لعن الحكم وما نسل وأنه طريد رسول الله
ولعينه.وكان (ابن الزبير) يدعو إلى نفسه وكان فصيحا فمال معظم أهل الشام إليه،
وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج الى مكة، فضجوا، فبنى القبة على الصخرة والجامع
الأقصى ليشغلهم بذلك عن فريضة الحج الى مكة ويستعطف قلوبهم! وكانوا يقفون عند
الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة وينحرون يوم العيد ويحلقون
رؤوسهم.وقال ابن خلدون: 2 ق 1/ 226: (وفي سنة خمس وستين من الهجرة زاد عبد الملك
في المسجد الأقصى وأدخل الصخرة في الحرم).وفي الروض المعطار/ 119: (بنى عبد الملك
بن مروان مسجد بيت المقدس سنة سبعين، وحمل إلى بنيانه خراج مصر سبع سنين، وبنى
القبة على الصخرة وجعل على أعلى القبة ثمانية آلاف صفيحة من نحاس مطلية بالذهب، في
كل صفيحة سبعة مثاقيل ونصف من ذهب، وأفرغ على رؤوس الأعمدة مائة ألف مثقال ذهبا
وخارج القبة كلها ملبس بصفائح الرصاص، وطول مسجد بيت المقدس بالذراع الملكي ويقال
إنه ذراع سليمان (عليه السلام) وهو ثلاثة أشبار سبعمائة وخمس وخمسون ذراعا، وفيه
من الأساطين ستمائة وأربع وثمانون أسطوانة، والعمد التي في قبة الصخرة ثلاثون
عمودا، وفيه خمسة آلاف قنديل). وفي النجوم الزاهرة: 1/ 188: (وسبب بناء عبد الملك
أن عبد الله بن الزبير لما دعا لنفسه بمكة فكان يخطب في أيام منى وعرفة وينال من
عبد الملك، ويذكر مثالب بني أمية ويذكر أن جده الحكم كان طريد رسول الله ولعينه،
فمال أكثر أهل الشأم إلى ابن الزبير فمنع عبد الملك الناس من الحج فضجوا، فبنى لهم
القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليصرفهم بذلك عن الحج والعمرة فصاروا يطوفون حول
الصخرة كما يطوفون حول الكعبة وينحرون يوم العيد ضحاياهم وصار أخوه عبد العزيز بن
مروان صاحب مصر يعرف بالناس بمصر ويقف بهم يوم عرفة.
واستمرت الاموين في
منع المسلمين من الحج إلى مكة وتوجيههم إلى القدس إلى أن قتل عبد الله بن الزبير
سنة 73 وربما بعده، مماجاء في أخبار الدولة العباسية/ 107: (وحج الناس في تلك
السنة وهي سنة ست وستين على ثلاثة منازل: محمد بن علي في أصحابه على حدة، وعبد
الله بن الزبير في أصحابه على حدة، ونجدة بن عامر الحروري في أصحابه على حدة).
وشاعت إسرائيليات كعب وتلاميذه! فزعم كعب الأحبار أن الله تعالى وضع رجله على صخرة
بيت المقدس! روى الطبري في تفسيره: 16/ 262: (عن عروة قال: كنا قعودا عند عبد
الملك حين (قال) قال كعب: إن الصخرة موضع قدم الرحمن يوم القيامة، فقال (...): كذب
كعب إنما الصخرة جبل من الجبال، إن الله يقول: ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي
نسفا. فسكت عبد الملك). وقد وضعنا (قال) بين قوسين لأن القائل لا يمكن أن يكون كعب
الذي مات سنة 34، بل القائل عبد الملك نقل قول كعب وتبناه، فرده أحد الجالسين فسكت
خوفا من اتهامه باليهودية! وفي حلية الأولياء: 6/ 20: (عن كعب قال: إن الله تعالى
نظر إلى الأرض فقال إني واط على بعضك، فاستعلت إليه الجبال وتضعضعت له الصخرة فشكر
لها ذلك فوضع عليها قدمه! فقال: هذا مقامي ومحشر خلقي وهذه جنتي وهذه ناري وهذا
موضع ميزاني وأنا ديان الدين). (فضائل بيت المقدس/ 59). (عن جابر بن يزيد الجعفي
قال: قال محمد بن علي الباقر رضى الله عنهما، يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على
الله عز وجل! يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة
بيت المقدس! ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك وتعالى أن
نتخذه مصلى. يا جابر إن الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه، تعالى عن صفة
الواصفين وجل عن أوهام المتوهمين، واحتجب عن أعين الناظرين، لا يزول مع الزائلين،
ولا يأفل مع الآفلين، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
وزعم باطلا كعب أن من
صلى عند الصخرة فله ثواب الحج! أخذ كعب التعبير النبوي لمن حج البيت وجعله للصخرة!
ففي نهاية الإرب/ 225: (قال: من أتى بيت المقدس فصلى عن يمين الصخرة وشمالها ودعا
عند موضع السلسلة وتصدق بما قل أو كثر استجيب دعاؤه وكشف الله حزنه وخرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمه وإن سأل الله الزيادة أعطاه). (وفضائل القدس/ 23). (عن زرارة قال:
كنت قاعدا إلى جنب أبي جعفر الإمام الباقر وهو محتب مستقبل الكعبة فقال: أما إن
النظر إليها عبادة، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر: إن
كعب الأحبار كان يقول: إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال أبو جعفر: فما
تقول فيما قال كعب؟ فقال: صدق، القول ما قال كعب! فقال أبو جعفر: كذبت وكذب كعب
الأحبار معك! وغضب! قال زرارة: ما رأيته استقبل أحدا بقول كذبت غيره ثم قال: ما
خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ثم أومأ بيده نحو الكعبة ولا أكرم
على الله عز وجل منها، لها حرم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات
والأرض، ثلاثة متوالية للحج: شوال وذو العقدة وذو الحجة، وشهر مفرد للعمرة وهو
رجب).
أنه يجب على جميع
المسلمين الحذر من تصديق الأحاديث الكاذبة المحرفة في مدح بلاد الشام وفلسطين وبيت
المقدس، إلا ما ثبت من مباركتها في القرآن الكريم، وما روي بطرق صحيحة عن غير طريق
الرواة الموالين للخلافة الأموية. وهنا تظهر قيمة مواقف أهل البيت في وجه ثقافة
الحاخامات وتلاميذهم رواة الخلافة، ومن ذلك تكذيب أمير المؤمنين علي بن ابى طالب
رضى الله عنه لكعب في مجلس عمر عندما قال كعب (إن الله تبارك وتعالى كان قديما قبل
خلق العرش وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة
كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة. فقال له (عليه السلام): غلط أصحابك
وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه! يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي
جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء
قديمين معه لكان لهما قدمته، وعز الله وجل أن يقال له مكان يومى إليه). (البحار: 36/
194).
فقلت ان الصخرة
المعلقة في الهواء التى يزعم بها اليهود والأموين باطلا بهى في بيت المقدس في
القدس فلسطين فهى موجودة في بلد الله الحرام مكة السعودية وهى الدرة والياقوتة
العظمى التى نزلت من الجنة ومتخفيه داخل جدار الكعبة في الركن اليمانى وهى من قيل
عنها في الأثر يا درة في بطون الغيب يجهلها أولى العزائم اصحاب الرسالاتى، وهى درة
الحجر الأسعد، وهذا سر لا يعرفة الناس إلا آل بيت النبوة والصحابة المقربين، ولقد
غطى الشيطان وحزبة الغاون حقيقتها، فالحجر الأسعد هو يمين الله في الأرض وهو اصله
نزل من الجنة ويسمى يمين الله في الأرض فعندما خلق الله تعالى بنى آدم وصورهم
واشهدهم على انفسهم في الجنة، فقال لهم الله الست بربكم ؟ فقالوا بلى، قال الله
تعالى:(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ
تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ
بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) الأعراف/ 172-173) فربنا
خلق كل بنى آدم مرة واحدة في الجنة العليا واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ اى اليس
من خلقكم هو انا الله تعالى وامرنا بان نتبعه ونتعرف عليه وهو من خلقنا من عدم ولم
نكن شئ من قبل فكل بنى آدم هم مسلمين بالفطرة فابواهم من يمجسونهم او يهودونهم،
وهو تبيان كشف قوله تبارك وتعالى لسيدنا زكريا عليه السلام (قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ
رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قبلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا –
مريم 19).
فكلنا بنى آدم لقد
خلقنا الله تعالى من قبل في الجنة وشهدنا الشهود في العهد واسمه عهد ألست لذلك كل
بنى آدم هم مسلمين بالفطرة وكل الدين السماوى مقرة وموطنة مكة المكرمة وهى البلد
التى بارك الله حولها، وكان هذا الحجر الأسعد هو يمين الله اى الشاهد لله تعالى،
وقيل عن هذه الدرة والياقوتة الكبيرة،
فبها نسخ ذر روح كل بنى آدم كافة، لذلك سميت بكه اى تحن لهذا البيت عندما
ترائه لآن به نسخ روحك، وبعض الناس يبكى بها ويرتهب ويخشع قلبه لها ولله عزوجل،
فهو من سبب هذه الدرة والياقوتة العظيمة وقيل إنها بيضاء مدورة على حجم مترين سمك
متر واحد وهى الصخرة المعلقة في الهواء وهى متخفية داخل جدار الكعبة في الركن
اليمانى، فالطواف هو ليس الدوران حول البيت والحجارة، فانت عندما تزور الكعبة
وتطوف حولها في الحج او العمرة فانت تجدد العهد مع الله تعالى، عهد الست بربكم
فقلنا بلى، وتستغفر لذنبوك فيغفرها الله تعالى لك فهو الغفور الرحيم، لذلك نقول
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك...
فهذا تجديد العهد والشهادة بانك تلبى ما امرك به الله تعالى في الكتاب وتشهد بان
الله واحد لا شريك معه وله الحمد والشكر...
فالطواف والدوران حول
البيت العتيق هو اصلا حول هذا الحجر الأسعد يمين الله تعالى في الأرض، فعندما امر
الأمويين الناس بالحج لفلسطين الأقصى وزوروا بالإفك حرمتها ووجوب الحج لبيت المقدس
اليهودى الماسونى الشيطانى، فقام عبدالله بن الزبير بهدم الركن اليمانى لجدار
الكعبة ليرى الناس بالبرهان الدليل بان الكعبة المشرفة هى بيت الله المقدس مطلقا
وليست فلسطين القدس هى بيت مقدس وليس بها صخرة معلقة في الهواء، فهذا هو السبب
الحقيقى الذى دعى بن الزبير رضى الله عنه على هدم الكعبة ولم تصيبة اى لعنة، فقام
الأموين بعد ان قتلوا بن الزبير والمسلمين في مكة المحرمة بتغطية الصخرة المعلقة
في الهواء فبنوا ورفعوا جدار البيت الحرام من خمسة امتار الى 12 متر، ومعروف ان
جدار الكعبة حجم سمكة هو مترين ومعروف بان مكة هى مركز الطاقة الإيجابية في كل
العالم، واكبر مركز لطاقة السلبية في العالم هو هرم خوفو لهذا عباد الشياطين ياتون
إليه لإقامة الصلوات فيه مثل ماحصل في 11.11.11 وهم الان يريدون تدمير مكة لتدمير
مركز الطاقة الاجابية في العالم التي ثمتل الخير.
فالصخرة المعلقة في
الهواء هى الحجر الأسعد الأصلى ومتخفى داخل جدار الكعبة وهى الكنز والدرة التى
يعرف مكانها فقط المهدى المنتظر ومن كشف له الله تعالى العلم اللُدنى وهى كنز
الكعبة المتخفى الذى يبحث عنه جميع العارفين العلماء، فهذا تبيان لم ترون مثيله
أفلا تلك عجائبى وغرائبى ؟
فهذا الحجر الأسود
المغطى بالفضة في الأسفل ليس هو الحجر الأسعد الأصلى المبارك الذى به ذر جميع
ارواح بنى آدم، وهو سر بركة الكعبة وموطن الطاقة الإيجابية في الأرض كلها وهو سر
قدسية بيت الله الحرام بكة وكانت هذه الدرة وكنز الكعبة ترى معلقة في الهواء
عموديا فوق البيت العتيق في القدم لا تتحرك ولا اى احد يستطيع تحريكها من مكانها
الذى هبطت به منذ ان طردنا من الجنة بسبب المغبون الشيطان والجن الفاسقين العنصرين
الشقاشق. ولقد سرقت القرامطة الفاسقين هذا الحجر الأسود الأسفل المزيف وتعتبر
حادثة القرامطة في التعدى على حرمة بيت الله الحرام، هي أفظع ما مرّ على الحجر
الأسود فقد أغاروا علي المسجد الحرام وقتلوا ما فيه وأخذوا الحجر وغيبوه 22 سنة،
ورُدّ إلى موضعه سنة 339ه..وعن عبد الله بن عباس
رضي الله عنه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:" والله ليبعثنّه الله يوم
القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق "، .إنّ
أصل الحجر الأسود يعود في الأساس إلى الجنّة، وسيرجع إليها. فقد روى البيهقي في
السّنن، والطبراني في الكبير، وغيرهما واللفظ للطبراني عن ابن عباس رضي الله
عنهما، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" الحجر الأسود من حجارة
الجنّة، وما في الأرض من الجنّة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس
الجاهليّة ما مسه ذو عاهة إلا برئ ".وقال الحق ("وَالطُّورِ، وَكِتَابٍ
مَسْطُورٍ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَالسَّقْفِ
الْمَرْفُوعِ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ، مَا
لَهُ مِنْ دَافِعٍ"- الطور:1-8) فالسقف المرفوع هو سقف الكعبة فلقد رفعوه من
خمسة امتار الى 12 متر ليغطوا الصخرة المعلقة في الهواء قيل لتجنب الناس الفتنة
فهذا كفر مبين وهى عمائل الشيطان الخنيث اللعين ومن شارك امهاتهم الفاسقين وصار كل
متخفى بنور ربى ظاهرا وما الله إلا في الحقائق سارى.
وصرح سيدنا سليمان
كان مشيد في مكة المكرمة وامر الجن البناء ببناء المساجد في الحرم الشريف وهو هيكل
سليمان ولقد كان صرح ضخم و عالي تم تشيده بواسطة عمال بناء وغوص مهره من الجن و
الشياطين التى زجرها وعبدها له سيدنا سليمان بن داؤد عليهما السلام وكانت مواد
البناء من قوارير الزجاج. وقال الحق {وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي
بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ
عَالِمِينَ} فالأية الكريمة لقد ذكرت الأرض المباركة فهى الحجاز مكة المكرمة في
الكعبة، وقال الحق { قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي
لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ
تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ * وَٱلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ
وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } [ص: 35-38].(يعملون له ما
يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من
عبادي الشكور- سبأ 13( (عن الضحاك قال: المحاريب:
المساجد. وهكذا أعطى سليمان الملك على الإنس والجن ومخلوقات الله عز وجل كالريح
والطير وغير ذلك.. حين أخذ سليمان الملك كان الشياطين يملأون الأرض كفراً بالسحر
وكتبه. فأخذ سليمان كل كتب السحر وقيل أنه دفنها تحت عرشه.. وحين مات سليمان وعثرت
الشياطين على مخبأ كتب السحر أخرجتها وأذاعتها بين الناس.. وقال أولياؤهم من أحبار
اليهود إن هذه الكتب من السحر هي التي كان سليمان يسيطر بها على الإنس والجن،
وأنها كانت منهجه، وأشاعوها بين الناس.. فأراد الله سبحانه وتعالى أنْ يبرئ سليمان
من هذه التهمة ومن أنه حكم بالسحر ونشر الكفر.. قال جل جلاله: { وَمَا كَفَرَ
سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ
}
أخبرتنا الآيات بأن
سليمان لم يكفر و أن الشياطين هي التي كفرت وأن الشياطين تتلو أخبار غير صحيحة عن
ملك سليمان و أن هناك من اتبع ما تتلو الشياطين. وفي هذا يعني أن العديد من
المتداول بين الناس ليس بالضرورة أن يكون صحيحا بل بعضها ما هو إلا مفتريات شياطين
الأنس و الجن لتحقيق أهداف معينة..
فإن السبب في عدم
وجود آثار لمملكة سليمان عليه السلام في مكة المكرمة هى بعد ان مات سليمان وعرفت
الجن والشياطين الشقاشق الفاسقين بانه مات وليس له عليهم من ملك وزجر، فقامت على
خراب المساجد والقوارير والهيكل الزجاجى فهدموة كله وبنوا محلها اصنام وقاموا على
تعليم الناس بعبادة الشيطان والجبت والسحر والطاغوت في مكة، وعن أصبغ بن الفرج،
وعبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: قال سليمان لملك الموت:
إذا أمرت بي فأعلمني، فأتاه فقال: يا سليمان قد أمرت بك، قد بقيت لك سويعة، فدعا
الشياطين فبنوا عليه صرحاً من قوارير، ليس له باب، فقام يصلي فاتكأ على عصاه،
قال: فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متوك على عصاه، ولم يصنع ذلك فراراً من
ملك الموت.قال: والجن تعمل بين يديه، وينظرون إليه يحسبون أنه حي، قال: فبعث
الله دابة الأرض – يعني – إلى منسأته فأكلتها، حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل
عليها فخر، فلما رأت الجن ذلك انفضوا وذهبوا، قال فذلك قوله: {مَا دَلَّهُمْ
عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ
تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي
الْعَذَابِ الْمُهِينِ - سبأ 14} قال الحق في ذالك الخبر بان المساجد لقد خربت
ومنعوا الناس ان يذكروا فيها إسم الله وهى تبيان قصة الجن والشياطين الكفرة الفجرة
التى خربت المساجد في مكة المكرمة وهى بلد الله المباركة والمقدسة إطلاقا لجميع
الأنبياء والمرسلين (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ
يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ
يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي
الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ – البقرة -114).
No comments:
Post a Comment