Wednesday, 25 October 2017

رد شبهة فرية قتل المرتد عن الإسلام الحنيف


فلقد ارتد اثنا عشر مسلما عن الإسلام في عهد الرسول عليه السلام ثم خرجوا من المدينة إلى مكة ومنهم الحارث بن سويد الأنصاري، فما أهدر الرسول دم أحد منهم ولا حكم بقتل مرتد منهم، واكتفي القرآن فقط بقوله عنهم " (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين - آل عمران 85) (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ- البقرة/217) (يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم-المائدة 54).
فأكثر المرتدين كانوا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وارتد بعض الصحابة ومنهم كتاب للوحي، ومنهم من أقارب النبي الذين فروا بدينهم إلى الحبشة، ولم تسجل حالة واحدة لتطبيق حد (الردة) في عهد الرسول مع امتلاء مدينته بالمنافقين والمندسين والحاقدين، ولم يكن الرسول يغضب ويتوعد ويتهدد الخارجين عن رسالته ونبوته بل كان وبنص القرآن الكريم يحزن ويأسف " يأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا.. " والمحزون أبدا لا يأتي بنطع الدم ولن تكون كلمته الأخيرة هي كلمة السياف، وقاضي الإعدام يقوم حد (الردة) المفترى عليه على حديثين من أحاديث الآحاد " من بدل دينه فاقتلوه " وهذا نقده العلماء في العصر الحديث والقديم من وجوه كثيرة لا سيما وجهه التاريخي إلى جانب وضعه وهو في صحيح البخاري، وحديث " لا يحل دم المسلم إلا بثلاث: قتل النفس، والثيب الزاني والمفارق لدينه. " وهو في صحيح مسلم ولا يوجد قتل في القرآن إلا قصاصا للنفس بالنفس حيث لم يعثر باحث واحد على أثر لعقوبة الرجم في القرآن ولا لمفارقة الدين.
فلا يوجد في القرآن كله ما يؤيد حد قتل المرتد (الردة(.
وارتد عبيد الله بن جحش بعد إسلامه وهجرته إلى الحبشة واعتنق النصرانية هناك فما أهدر النبي دمه ولا طلب من النجاشي تسليمه إليه ولا أوعز إلى حد بقتله وارتد رجل أخر عن الإسلام بعد ان كان من كتاب الوحي للرسول ولم يكفيه فقط الإرتداد بل راح يتقول على الرسول الكذب، وتركه الرسول حرا طليقا، وارتد شابان عن الإسلام واعتنقا المسيحية فشكاهما أبوهما إلى الرسول قائلا (يا رسول الله ادع ولداى يدخلون النار) فلم يدع الرسول عليهما ولم يأمر بقتلهما، بل أسمع الرجل قوله تعالي " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.

ورغم الكثير من الآيات التي تؤكد بكل معاني التأكيد إطلاق حرية العقيدة والفكر في الإسلام، لكم دينكم ولى دين ولا إكراه في الدين ويأتي هؤلاء الجهلة المتنطعين وينسبوا للرسول أقوال زيف تتنافي وتتنادى تماما على نصوص الإجماع بالقرآن وأفعال الرسول ويطلبون منا أن نصدقها ونؤمن بها على أنها هي الإسلام فسيدنا رسول الله قال (لا يأتى منى قولا مخالف للكتاب لآنه حجة الله على خلقه) (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه خطب فقال: إنّ الحديث سيفشو عليَّ، فما أتاكم عنّي يوافق القرآن، فهو عنّي، وما أتاكم عنّي يخالف القرآن، فليس عنّي).

No comments:

Post a Comment