Wednesday, 25 October 2017

أعرف ما هي المذاهب والمناهج الشرعية الإلهية التي أمر الله تعالى المسلمين بأن يتبعوها


الحمد لله ربى ذى الجلال والإكرام بعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته وبحر علمه واللهم إنى اقدم إليك بين يديك كل طرفة ولمحة يطرف بها اهل السماوات والأرض حمدا وشكرا لحضرتك.

فأن الله تعالى لقد فرض على المسلمين المحسنين والمتقين المتوكلون على ان يتبعوه بهدايتة أربعة مناهج للعقيدة ومذاهب سبل وصراط في كتابه العزيز وهى تبيان قوله تبارك وتعالى هاؤم (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين- ختم العنكوبت 69) والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا... أي من جاهد بطاعة الله هداه الله الى سبل الجنة وسبيل صراطه المستقيم... وإن الله لمع المحسنين إشارة إلى ما قال (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة - يونس 26) لنهدينهم) إشارة إلى الحسنى، وقوله... وإن الله لمع المحسنين) إشارة إلى المعية والقربة في الله تعالى التي تكون للمحسن زيادة على حسناته والذين جاهدوا فينا...فالجهاد هو ثلاثة جهاد جهاد من اجل إعلاء كلمة وشهادة لا إله إلا الله وهى بالدعوة الى الله تعالى وقتال الكفار من يعادون اولياء الله ورسل الله لكى لا ينشروا دين الله تعالى وجهاد النفس وكبتها من إتباع الهوى فهؤلاء هم عباد الله الصالحين وجب حقا على الله تعالى بان يهديهم الى سبله اى الى صراطه المستقيم اى كان حقا علينا بان نهديهم الى صراط الله المستقيم فهم عباد الله المهدية وعباد الله الصالحين. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...والظاهر هو إشارة الى العبد المحسن التقى من يبذل وسعه وجهده وسعى في الحصول على طاعة رضوان الله وإتبع امره وشرعه ودينه ليصل الى الله، فييسره الله له ويقربه إليه ومن أراد طاعة الله وفقه الله لذلك، والذين جاهدوا فينا أي اجتهد في الوصول إلى الحق، ييسر الله له طريقه الحق بنفسه ويلهمه الإلهام والهدى فربنا لقد نزل وبين للمسلمين اربعة مذاهب شرعية ليسيروا على هدية وهى المذاهب الشرعية التى امرنا بها الله نحن المسلمون بان نتبعها فقط ونتسمى ونتلقب بها فقط وقال الحق (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى- الليل:5-7) من باب هذه الآية كلاهما يدل على ما تقدم، (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ- محمد:17) اهتدوا أي سلكوا طريق الهدى وبحثوا عنه (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا- الإسراء:19) وقال الحق في الحديث القدسى (ومن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).

إن الهداية منحة ربانية يقذفها الله تعالى في قلب من يشاء من عباده الصالحين التقين المحسنين والطيبين، فهداية سبل وصراط الله المستقيم التى امر الله عباده المسلمين المتقين بان يتبعوها بدين الله الإسلام ويكونوا عليها سائرين الى الله بالتعبد لله فهى اربعة سبل ومناهج وصراط اى مذاهب وتلقب وتسميه وسير وطريقة وفرق وهم – مسلم اى من المسلمين – وحنيفا مسلما اى من ملة الحنفاء المسلمين – والربانيين – وأنصار الله.

1- المسلمين - لقوله تعالى (وامرت لان اكون اول المسلمين- الزمر 12) (ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين – فصلت 33) (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.أعد َ اللهُ لهم مغفرةً وأجراً عظيما - الأحزاب 35) فإن هناك دين واحد لله تعالى هو الأسلام، بدأ بنوح عليه السلام وتنامى متطوراً، متراكماً على يد النذر والنبؤات والرسالات والصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى الى ان ختم متكاملا بالرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والأسلام هو دين الفطرة الربانى التي فطر الله الناس عليها، وهو العروة الوثقى، وهو الصراط المستقيم.، أي الوصايا العشرة. فإن دين الاسلام فطرة الإستسلام بما فرضه ربنا علينا في كتابه العزيز فالاسلام هو توحيد الربوبية وإتباع محض لما انزله وفرضه وحلله وحرمه الله علينا في القرآن العظيم والإسلام يتقدم على الأيمان، اذ لا إيمان دون إسلام يسبقه ويأتي قبله.المسلمين لله تعالى وهم معظم خلق الله، أما المؤمنون فهم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فأبراهيم صلى الله عليه وسلم هو ابو المسلمين، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو ابو المؤمنين. ان الاسلام هو التسليم والتصديق والإيمان بوجود الله، وباليوم الاخر، وكل الديانات السماوية الإبراهيمية الحنيفية تأخذ بهذا التوجه والإعتبار، والتسليم بالاحسان والعمل الصالح،والدعوة الى الله تعالى  وأقامة العدل في الأرض والخضوع التام لعبادة الله تعالى فالمسلم هو من يتبع ما انزله الله تعالى ولا يشرك به انداد واضداد تخالف ما امرنا به الله تعالى في الكتاب العزيز.

2- حنيفا مسلما – ملة الحنفاء المسلمين لقوله تعالى (وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين-البقرة 135) (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَةَ إِبْرَاهِيمَ حَنيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ - ختم الأنعام 161- 165) (ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين –آل عمران 67) (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون –الروم 30) (عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ: الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ) (عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا وقرأ فيها إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية).

فإن عقيدة ملة الحنيفية الإسلامية حنيفا مسلما وملة الحنفاء المسلمين التي كان عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام من سمانا بالمسلمين فهي دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل ونبذ الشرك والكفر ونكران وكره وهجر كل ما يعبد من دون ما انزل به الله تعالى في الكتاب، وهذا هو دين الأنبياء جميعهم، واعتقاد الرسل كلهم، فهو دين الله عزوجل وهو الإسلام فالله تعالى واحد فيبقى دينه دين واحد وتشريعه واحكامه وصراطه المستقيم صراط واحد فرضه بنفسه وبقوله على كل عباده وخلقه اجمعين، وسياق حَنِيفاً مسلما تعنى من هو مائلاً عن الأديان المكروهة المبتدعة التى لم ينزل بها الله من سلطان إلى الإعتصام والتقوة بديانة الله تعالى دين إبراهيم أب المسلمين لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ -الحج 77-78) وقال (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا - النساء 125).
وقوله تعالى (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكانما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق -الحج 31) (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة - البينة 5). فإن عقيدة ملة الحنيفية الإسلامية التي كان عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام هي دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل ونبذ الشرك والكفر وكل ما يعبد من دون ما انزل به الله تعالى، وهذا هو دين الأنبياء جميعهم، واعتقاد الرسل كلهم، لم يختلفوا فيما بينهم في الاعتقاد والإيمان بالله، فقد كانوا كلهم على التوحيد.يقول القرطبي رحمه الله (حَنِيفاً) مائلاً عن الأديان المكروهة إلى الحق دين إبراهيم.قال الحق (قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين – الأنعام 161) (ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين – النحل 123)(فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون – الروم 30) فمن تدبر وإلإستنباط للأيات الإلهية نعلم تماما بان التسمية والتلقب والتحلى في ملة الدين الإسلامى هى انا حنيفا مسلما وانا من ملة الحنفاء المسلمين وهذا ما امرنا به الله تعالى وامر رسوله بأن نتبع ونتحلى بملة الحنيفية الإسلامية، فالتلقب بانا سنى وشيعى وسلفى وقرآنى وسلفى وهلمجرا وهى اسماء سميتموها انتم وابائكم واربابكم أهل البدع والضلال ما انزل بها الله من سلطان في القرآن محكم التنزيل، فكل تابعى مدعى بهو سنى مسلم وشيعى مسلم وهلمجرا فهو مشرك بدعوة لم يأمرنا بها الله تعالى في محكم التنزيل.
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ –الأنعام 161) (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ- آل عمران/95.) (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً – الأنعام/81) (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ – الروم/30) ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ – الممتحنه ﴾ (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكانما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق –الحج 31) (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة – البينة 5) (قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين –آل عمران 95) (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ – البقرة 130).فلو تدبرنا الآيات السابقات مليا فيدرك أن الحنيفية التي كان عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام هي دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل ونبذ الشرك والكفر والبرائة من المشركين وعداوتهم وضحضهم وكبت فرياتهم ونكران وكره كل ما يعبد من دون ما انزل به الله تعالى، وهذا هو دين الأنبياء جميعهم، واعتقاد الرسل كلهم، فلم يختلفوا فيما بينهم لأنهم بالإجماع ارسلوا من رب واحد بشريعة واحدة، والرسل جميعهم في الاعتقاد والإيمان بالله، فقد كانوا كلهم على التوحيد بالله تعالى وهو إتباع ما انزل الله في الكتاب وهجر كل مبتدع من احكام واقاويل ومذاهب بشر محدثة لم ينزل بها الله من سلطان.
(عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ: الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)(عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا وقرأ فيها إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية). فعقيدة الحنيفية الإبراهيمية المحمدية الإسلامية وحنيفا مسلما هى إتباع ما انزل الله في الكتاب ولا تشرك به اى أنداد واحكام وعقائد بدع ومحدثات سبل وفرق ومذاهب شيطانية لم ينزل بها الله من سلطان الفرقان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يتبع ملة الحنيفية الإبراهيمية وهى إتباع ما انزل الله في كتاب القرآن العزيز فرسول الله لم يأتى بدين جديد بل اتى وجدد دين الإسلام الإلهى الإبراهيمى وختم وكمل الدين كله، فيبقى ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم هى ديانة الحنيفية الإبراهيمية السمحة الإلهية وحنيفا مسلما الإسلامية وهى إتباع منهج صراط الله المستقيم هذا القرآن المجيد من وجبت على كل المؤمنين التقين إتباعها وهجر جميع الفرق والسبل والبدع والمحدثات التى احدثها البشر من سنة وشيعة وصوفية وقرآنيون وهلمجرا.فإن عقيدة ملة الحنيفية الإسلامية التي كان عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام هي دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل ونبذ الشرك والكفر وكل ما يعبد من دون ما انزل به الله تعالى، وهذا هو دين الأنبياء جميعهم، واعتقاد الرسل كلهم، لم يختلفوا فيما بينهم في الاعتقاد والإيمان بالله، فقد كانوا كلهم على التوحيد.يقول القرطبي رحمه الله (حَنِيفاً) مائلاً عن الأديان المكروهة إلى الحق دين إبراهيم.قال الحق (قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين – الأنعام 161) (ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين – النحل 123)(فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون – الروم 30) فمن تدبر وإلإستنباط للأيات الإلهية نعلم تماما بان التسمية والتلقب والتحلى في ملة الدين الإسلامى هى انا حنيفا مسلما وانا من ملة الحنفاء المسلمين وهذا ما امرنا به الله تعالى وامر رسوله بأن نتبع ونتحلى بملة الحنيفية الإسلامية، فالتلقب بانا سنى وشيعى وسلفى وقرآنى وسلفى وهلمجرا وهى اسماء سميتموها انتم وابائكم واربابكم أهل البدع والضلال ما انزل بها الله من سلطان في القرآن محكم التنزيل، فكل تابعى مدعى بهو سنى مسلم وشيعى مسلم وهلمجرا فهو مشرك بدعوة لم يأمرنا بها الله تعالى في محكم التنزيل.
فعقيدة ومنهج ملة الحنفاء المسلمين هى الإيمان بما انزل الله في القرآن كله والقرآن هو مذهبنا وعقيدتنا هى الكتاب والحكمة اى كل احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الجامعة بالوفق والمثل مع ايات الله القرآنية، ولا نصدق ونرفض كل حديث قيل عن رسول الله ونجده هو حديث مخالف منافض للقرآن فهذا ليس من حديث رسول الله بل كذب وضعته الزنادقة والكافرون، فنحن ملة الحنفاء المسلمين ليس لنا اى إمام ولا شيخ غير إمامنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ونتبع وندعوا الى التحكيم قوانين الشريعة الإسلامية التى في القرآن وحده وما يوافقها من حديث الحكمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بكل احاديث الرد والعرض على كتاب الله ليتوافق الحديث مع امر الله القرآنى ولو الحديث تناقض وتخالف مع القرآن لا نصدقة ولا نقبله حتى لو حكمت به ائمة اهل السنة بهو حديث صحيح العنعنة ولا نصدق بان هنالك نظرية حديث صحيح وحديث ضعيف، فاما الحديث صحيح ويتوافق مع ايات الله البينات او الحديث كذب موضوع محرف مدلس ينادد ويخالف امر الله كما امرنا رسول الله بأن نرد على كتاب الله حديثه لو الحديث خالف كتاب الله فيبقى هو حديث كذب موضوع لم يقلة رسول الله ولو الحديث لم يناقض ويخالف ايات الله فيبقى هو حديث صحيح مقبول، فهذه هى قاعدتنا في اخذ التشريع لاحاديث حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته بمنى: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله، فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله، فلم أقله (فنحن ملة الحنفاء المسلمين لا نصدق ونرفض كل حكم قيل هوسا بحديث سنة للنبى مثل فرية احاديث رجم الزانية والزانى بالحجارة حتى الموت فهو إفك مبين وضعته الكفار اهل الكتاب اليهود والنصراى لسبل الإسلام السنى والشيعى وحد الرجم لم ينزل به الله من سلطان في القرآن المحفوظ بيد الله من الزيادة والنقصان .
3- الربانيين المسلمين - كونوا ربانيين لقوله تبارك وتعالى هاؤم (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون –آل عمران 79) (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ – آل عمران 79- 80). وجعل الله الأمر بالاتصاف بالربانية على لسان من يؤتيهم الله الحكم والنبوة وجعل الله ميزة الربانيين في قيامهم بتعليم السالكين كتاب ربهم وحرصهم على الاستمرار في التعلّم والتدارس للدين القيم.فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس " كونوا ربانين. فالربانيون صفتهم هم منسوبون إلى الرب اهل الله، ربانيون وصلوا إلى الدرجات العليا والمقام الأعلى في العلم والتربية، والسير الى الله، وربانيون أي حكماء علماء حلماء أهل عبادة وتقوى الله وهم اولياء الله الصالحين. وقد جاء الخبر في الصفات المميزة للرجل الرباني المربى للمريدين والمتحابين في الله (قال ابن عباس رضي الله عنه: كونوا ربانيين حلماء فقهاء. ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. يقول ابن حجر رحمه الله: (والمراد بصغار العلم ما وضح من مسائله، وبكباره ما دق منها، وقيل: يعلمهم جزئياته قبل كلياته، أو فروعه قبل أصوله، أو مقدماته قبل مقاصده). والربانى هو المستسلم لاحكام الله تعالى والتربية ليتوالد السائر الى الله بالنشأة الثانية لترتقى روحه الى ملكوت السماوات، فان الولادة تنقسم على النشأة الاولى وهى ولادة جسمانية بان يتولد المرء من رحم الام الى عالم الشهادة والأفعال وهو عالم الملكوت والنشأة الثانية هى ولادة روحانية بان يتولد السالك عبدالله من رحم القلب الى عالم الغيب الملكوت الربانى كما حكى النبي عليه السلام عن عيسى عليه السلام انه قال [ لن يلج ملكوت السموات والأرض من لم يولد مرتين ] .

فلابد من طاعة الله تعالى وتعلم الدين الصحيح من عالم عارف بالله وولى لله كامل ليعلمك ويدرسك الدين الصحيح وعبادة الله تعالى وحده لا شريك له لتولد مرتين وتلج روحك الى ملكوت الله وتتغير الصفات الإنسانية الى الصفات الربانية لقول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ. قال الله تعالى " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته. أن العبد المؤمن الربانى إذا اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض، ثم بالنوافل قرّبه ربه إليه، ورقّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، فيصير يعبد الله كأنه يراه، فيمتلئ قلبه بمعرفة ربه، ومحبته، وتعظيمه، وخوفه ومهابته، وإجلاله، فعندما يمتلأ القلب بذلك، زال منه كل تعلق بكل ما سوى الله، ولم يبق للعبد تعلق بشيء من هواه. ولا إرادة إلا ما يريده منه ربه ومولاه، فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره، ولا يتحرك إلا بأمره، فإن نطق نطق بالله، وإن سمع سمع بالله وإن نظر نظر بالله، أي بتوفيق الله له في هذه الأمور فلا يسمع إلا ما يحبه الله، ولا يبصر إلا ما يرضي الله، ولا يبطش بيده، ولا يمشي برجله إلا فيما يرضي ربه ومولاه.

فالتقرب الى الله تعالى لتصير ولى لله ربانى كامل فهو يتم ويتحقق بعمل الفرائض الربانية وعمل النوافل والحسنات والتعبد الى الله تعالى وذكر إسم الله كثير ومجاهدة النفس والشيطان والتحلى بصفات اسماء الله وتدعوا الله تعالى بالدعائات المأثورة فى القرآن والمنزله من عند الله القدسية مثل الحزب السيفى المبارك وذكر اسم (لا إله إلا الله ذى الجلال والإكرام) في كل وقت وحين.حتى تصير ربانى انسان ولى لله كامل وصل وختم مراتب الولاية الربانية العظمى.فالشيخ او المرشد الربانى هو الأب الروحاني المربى والمدرس الدينى فيربى المريدون الى أن يرقيهم الى ان يصيروا اولياء الله الربانيين والمريدون هم المتولدون من صلب ولايته الربانية فهم الأولاد الروحانيون وهم فيما بينهم أولوا الأرحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله كقوله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وقال عليه السلام (الأنبياء اخوة من علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد) وقال محمد بن الحنفية ابن على بن ابى طالب رضى الله عنهما:يوم مات أبي عباس: اليوم مات رباني هذه الأمة. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ما من مؤمن ذكر ولا أنثى حر ولا مملوك إلا ولله عز وجل عليه حق أن يتعلم من القرآن. وقال صلى الله عليه وسلم:انا لكم كالوالد لولده.وتعنى الأب المربى للأولاده. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن لله أهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله ؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله و خاصته. وهم الربانين اهل الله وأولياء الله الصالحين .
وُصف الله تعالى الربانيون في القرآن بأوصاف عديدة تتكامل بها صفاتهم. فقد وصفوا بالثبات في الجهاد والصبر على البلاء: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146). والربيون بمعنى الجماعات الكثيرة من العباد والعلماء والربانيين عباد الله الصالحين اهل الله.ومن علامات الربانيين أنهم يحرصون على تحكيم الشريعة وإقامة الدين:الحق إ(ِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)(المائدة: 44).وفي موضع آخر وصف الله الربانيّون بأنهم المرشحون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:63).
فالرباني صاحب حكمة وصاحب فقه ودين ومعرفة تامه بالله تعالى ؛ ومن حكمته أنه يتدرج بالمدعوين وييسر بهم على علم وبصيرة وحسن عمل، ينقل ابن حجر عن ابن الأعرابي قوله: " لا يقال للعالم رباني حتى يكون عالما معلما عاملا".وأساس الربانية الإخلاص في ابتغاء رضى الرب  عز وجل  قال الأصمعي والإسماعيلي: (الرباني نسبة إلى الرب، أي الذي يقصد ما أمره الرب بقصده من العلم والعمل)، وقيل إنه منسوب إلى التربية، والتربية أبرز ما في حال الرباني. وقد روي عن علي رضي الله عنه في وصف الربانيين قوله:" هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها" كما قيل إنه مشتق من قولهم: ربَّه يَربُّه فهو ربّان إذا دبّره وأصلحه." فمعناه على هذا: يدبرون أمور الناس ويصلحونها".وقد أكد هذه الميزة في الرباني أبو عبيدة بقوله:" سمعت عالما يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي، العارف بأنباء الأمة وما كان وما يكون".وفي تفسير ابن مسعود لقوله تعالى: ".. ولكن كونوا ربانيين..." قال: حكماء علماء. ويقول ابن جبير: حكماء أتقياء.
ويتميز (الرباني) بأنه الإنسان الكامل في العلم و العمل، الشديد التمسك بطاعة الله عز وجل ودينه" أما حين يغفل العلماء عن مجتمعاتهم أو يسكتون عما يجري فيها ويتساهلون فتلك ظاهرة الفناء كما يقول سيد قطب رحمه الله في تفسير قوله تعالى: " لولا ينهاهم الربانيون والأحبار..." يقول:" فهذه السمة  سمة سكوت القائمين على أمر الشريعة والعلم الديني عما يقع في المجتمع من إثم وعدوان  هي سمة المجتمعات التي فسدت وآذنت بالانهيار.
فإن من أعظم سمات الربانيين أهل الله الصالحين أنهم لا يبيعون دينهم بدنياهم،ويقدمون اولا امر الله للناس وأنهم لا يساومون ولا يتنازلون عن حق اعتقدوه فى إتباع الله تعالى ، بل يدعون إليه ويصرون عليه، وإن كلفهم ذلك بذل الأرواح وتقديم المهج في سبيل الحق الذي يدينون به ويدعون إليه.وكيف لا يكونون كذلك وقد خالطت حلاوة الإيمان بشاشة قلوبهم فتطلعوا إلى ما عند الله من الدرجات العلا والنعيم المقيم، وهم كذلك امتداد للصالحين الربانيين على مدار التاريخ الذين صبروا على الأذى فرفع الله قدرهم وأعلى في العالمين ذكرهم. فلا مجاهد بلا ربانية، ولا ربانية بغير علم وعمل وحكمة وإخلاص وصبر وتربية وبصيرة...وتذكية النفس والذين يتبؤون مراكز التوجيه ويتصدرون ساحات الجهاد لا بد أن يأخذوا أنفسهم بالعزيمة ليحسنوا أداء دورهم القدوة الحسنة وليستحقوا من الله تبوأ العليين و مقعد صدق في الدار الآخرة، ولينالوا وسام (الربانية) بما يتعلمونه ويعلّمونه.واللهم اجعلنا من عبادك الربانيين الصالحين.وسلاما على عباد الله الذين إصطفى.





4- انصار الله – لقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله فامنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين –الصف 14) (فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون – آل عمران 52) وهم النصارى المسلمين انصار سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وهم الصيادين من نصروا الله ورسوله ؛ لأن الله قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ. فأمر المؤمنين بأن يكونوا أنصار الله، وأنصار الله هم أنصار دينه، الله ليس بحاجة إلى أحد من الناس لينصره، فإن الله سبحانه غني عن العباد وليس بحاجة إليهم، فأنصار الله هم أنصار دينه، والدعاة إليه، وحماته حتى يظهر دين الله بين الناس، وحتى يلتزمه الناس ؛ كما قال - عز وجل-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ - 7 محمد). تنصروا الله أي تنصروا دينه وشريعته، وما أمر به، وتنصروا ترك محارمه، وهكذا قوله سبحانه: ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ - 41 الحج).

فإن نصرة  الله تقوم بإقامة دينه الذى فرضة علينا فى الكتاب المبين وبإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله عز وجل، وإقامة الجهاد في سبيل الله، وردع المبطلين عن باطلهم، وإقامة الحدود عليهم، إلى غير ذلك، هذا هو النصر لدين الله، ومنها حديث بن عباس المشهور: (احفظ الله يحفظك) يعني احفظ دين الله، باتباعه والاستقامة عليه، سبحانه. يحفظك الله سبحانه ؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن حفظ الله باتباع دينه حفظه الله، ومن نصر الله ينصره الله، فمعنى قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ يعني كونوا من أنصار دين الله، وكونوا من أتباع الشرع الإلهى، ودعاة الى الحق، والآمرين بالمعروف الذى فرضه الله في الكتاب والناهين عن المنكر الذى لم ينزل به الله من سلطان وهى البدع والمحثات الشيطانية، ثم ذكر عيسى عليه السلام أنه قال للحواريين: من أنصاري إلى الله أي من أنصاري إلى التوجه إلى الله، والدعوة إليه، واتباع شريعته، هكذا ينبغي لأهل الإيمان بأن يكونوا أنصاراً لله، وأنصاراً للرسل، وأنصاراً لدعاة الحق، فمعنى: من أنصاري إلى الله يعني من أنصاري في الدعوة إلى الله، والتوجيه إليه، وإقامة دينه، فقال الحواريون وهم الأنصار، الحواري هو الناصرى، سمي حواري لنصرته للحق، وقيامه بالحق، مثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لكل نبي حواري، وحواريي الزبير) يعني ابن العوام، لما انتدب إلى الأحزاب بأمره - عليه الصلاة والسلام -، فالحواريون هم الأنصار، هم أنصار الحق، فقالوا: نحن أنصار الله ؛ لأنهم يعلمون أن نصر النبي نصرةٌ لله، فلم يقول الأنصار، نحن أنصارك، فأتوا بالأمر الأعلى الذي هو المقصود عيسى عليه السلام، فلهذا قالوا: نحن أنصار الله يعني نحن الأنصار الذين دعوتهم إلى أن نكون معك في نصر دين الله، وينصرون الدعاة إليه، ومنهم عيسى عليه الصلاة والسلام -، فهم أتو بعباراتٍ أكمل وأعظم وأشرف في حقهم، حيث قالوا: نحن أنصار الله؛ لأن أنصار الرسل هم أنصار الله، من ينصر الرسول فقد نصر الله، ومن نصر الحق فقد نصر الله.وهنا أتى ذكر انصار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهم انصار المدينة (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم –التوبة 100) (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رءوف رحيم – التوبة 117).

وان هنالك لله أنصار من هذه الأمة تجاهد على كتابه وحقه وفرض دينه، وهذه الأمور التي ذكرها الله - تبارك وتعالى - هي في سياق ذكر الصحابة - رضي الله عنهم - من المهاجرين، والأنصار، وما جزاؤهم، والموقف الصحيح لمن جاء من بعدهم تجاه هؤلاء السابقين، والمنهج الصحيح الذي يتمثله كل مسلم تجاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن السابقون الأولون هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، والمراد بالفتح صلح الحديبية، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، والذين أنفقوا من قبل الفتح يعني الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، وأنفقوا؛ هؤلاء هم السابقون الأولون. والمهاجرين والأنصار:وهو وصف عظيم، وشرف جليل، فهم أولئك النفر الكرام الذين تنزلت آيات الله تعالى في مدحهم، والشهادة بفضلهم، والتصريح برضوان الله العظيم عنهم، وهم من نصر نبي الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصروا دين الله تعالى -، وبذلوا في سبيل ذلك بالنفس والنفيس.وهم من هجروا الديار، وفارقوا الأهل والمعارف والأصحاب في سبيل دين الله عز وجل، وتصديقاً برسوله صلى الله عليه وسلم، وهم من آخى بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إخاء امتدت جذوره إلى أعماق القلوب، وغمر أهله روح البذل والتضحية في أسمى معانيها، فباعوا كل شيء من متاع الدنيا وراحتها، وملاذها وشهواتها، وأخذوا مقابل ذلك رضا الله تعالى، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا ورد ذكر في فضلهم والثناء عليهم نصوص قرآنية إلهية كثيرة تبين من خلالها أن هؤلاء النفر هم خير هذه الأمة، والذين يجب على العبد المسلم أن يتولاهم ويحبهم، وأثنى الله تبارك وتعالى عليهم بنفسه العظيمة، فقال: في حق الأنصار (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ- الحشر 8).

 أن الله عز وجل أثبت لهم صفة النصرة لله تبارك وتعالى، ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وأن الله عز وجل لقد أثنى عليهم بأنهم يطلبون فضل الله ورضوانه، وأنهم لا يريدون إلا وجه الله. فإن الأنصار هم السباقون إلى الإيمان والتصديق بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فهم حازوا شرفين: شرف سبقهم إلى الإيمان، وشرف استضافتهم للإيمان، وأهله في أرضهم (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) فهذه هي الجائزة التي أعدها الله تبارك وتعالى لهم جزاءا بما قاموا به من الأقوال والأعمال والطاعة طلباً لمرضاة الله سبحانه وتعالى، فأولئك الذين رضي الله عنهم لطاعتهم الله ورسوله، ورضوا عنه لما أجزل لهم من الثواب على طاعتهم وإيمانهم، وأعدَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، ذلك هو الفلاح والفوز العظيم، الذي ليس بعده فلاح. وهذا الوعدُ الكريم من رب العالمين هو الذي يستبشر به أولئك المسلمون أنصار الله ورسله وأوليائه، إنه جنات تجري الأنهار، من تحت أشجارها وينعمون فيها نعيماً أبدياً، سرمديا وأيّ فوز افضل من بعد هذا الفوز العظيم.

ويقول الحق تبارك وتعالى (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ – المائدة 15-16) فإن هدى الله هو إتباع هذا القرآن هو نور الله تعالى ويهدى الى صراط الله المستقيم.وقال الحق (الم يان للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون –الحديد 16) فأمر الله تعالى عباده المؤمنين بان تحن قلوبهم وتخشع وتتبع ذكر الله هذا القرآن العظيم. وقوله تبارك وتعالى (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون – الأنعام 153) وأن هذا... أى ان هذا القرآن سبيلى مذهبى يهدى للتى هى اقوم..وهى إشارة تنبيه راجعه لهذا الكتاب هو أصل عقيدة التوحيد لا إله إلا الله التى تجبر وتغصب بحد السيف كل من شهد شهادة التوحيد بان يتبعه ولا يعارضة ويخالفه بالبتة فهو مذهب سبيل الله...صراطي... مذهبى...مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل... فالسبل جمع سبيل وتعنى المذاهب والطرق وإتباع أرباب المحدثات والبدع للطوائف الضلالية الشيطانية الفاسقة المنكرة التى لم ينزل بها الله في سلطانة للمسلمين وتتخذوا آله اخرى مناددون امر الله القرآنى ومشرعين لكم احكام سنة وعقائد واهية فاحشة وبغى منكرة لم يأذن بها الله في سلطانه القرآن عروة المسلمين ؟ فلو فعلتوها وإتبعتم السبل....فتفرق بكم عن سبيله سبيل الله اى هذا الفرقان...وتفرق بكم عن فرقة جماعة المسلمين الواحدة فتضلوا، وخالفتوا امر الله ورسولكم وفسقتوا وإبتدعتوا وإتبعتوا السبل التى لم ينزل بها الله من سلطان ولم يامر بها الله المسلمين بان يتبعوها للمذاهب البدع السنية والشيعية والصوفية والإخوانجية والسلفية والقرآنيون وهلمجرا.

فهل ربنا قال لنا كونوا سنة ولا شيعة لا صوفية ولا إخوانجية ولا قرأنيون ولا غيره في الكتاب المهيمين على الكل ؟ فما هى إلا إتباع البدع والسبل الضلالية من وضع الشيطان المغبون ومن شارك امهاتهم الكفرة الفاسقين، فإتبعتم السبل وفشلتوا وضليتم عن إتباع مذهب الله اى سبيل الله للفرقة الواحدة النجيه الجماعة المسلمين..ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.. فهذه هى وصية ربنا الله تعالى التى وصانا بها جميع المسلمين في تمام وختم ديننا الإسلام الحنيف العظيم. وقال (الر...القرآن... كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ – إبراهيم 1) (عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ألا إنها ستكون فتنة...(فتنة تقول فرية بدعة عقيدة السنة للنبى وإتباعها ونشر ضلالتها فهل ربنا قال كونوا سنة ولا سنين ؟ فما هى إلا بدعة سيئة وشرك بالله مبين)..." فقلت ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال: " كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخير ما بعدكم وحُكم ما بينكم هو الفَصْلُ ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنتهي الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد. من قال به صدق ومن عمل به أُجر ومن حكم به عَدَل ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ").

اعرف نفسك بالبينة يا سنى وشيعى غافل غشيم إمعه بانك انت المشرك بالله وهاؤم التبيان حيث سئل الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ما هو الشرك بالله ؟ فقال ان تنادد ربك وهو خلقك. فكيف تنادد ربك اى تفترى احكام وسنن وبدع لم ينزل بها الله من سلطان الفرقان فكل من يشرك بحكم او بدعة او سنة للنبى لم ينزل بها الله من سلطان الفرقان فهو التعيس المشرك بالله.المناددة يعنى تخالف ما في القرآن يعنى تشرك باحكام وتفترى سنن للنبى لم ينزل بها الله في سلطان الفرقان وايضا تفتى باى فتوة وتبتدع اى بدعه لم يامرنا بها الله في سلطان الفرقان فتحسبن مشرك بالله ما لم ينزل به الله من سلطان الفرقان المفرق بين الحق والباطل وان الباطل كان زهوقا فكل قوم تبع عقيدة اهل السنة والشيعة هم مشركين باحكام وسنن نسبت باطلا للنبى ولم ينزل بها الله من سطان الفرقان مثل فريات قتل الزانين بالرجم وقتل المرتد من دين اهل السنة والشيعة وقتال الناس حتى يسلموا ويقولوا لا إله إلا الله وفرية ضياع ايات الرجم وإرضاع الكبير وتعبيد الناس وتسبية العبيد في الحروب وإتخاذ سرية بملكت اليمين وزواج المتعه للشيعة المغلين وإفتراءبدعة سنة تشريعية للنبى لم ينزل بها الله من سلطان ولم تاتى اى اية قالت للنبى سنة فانتم هنا يا سنة وشيعة مناددون الله تعالى فكل الأيات البينات قالت السنة سنة الله ولا تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا فدية كلها احكام وهمية شيطانية اموية وإعرابية في سبل اهل السنة والشيعة الضالين لم ينزل بها الله من سلطان الفرقان.

وهنا الرد الذى ينسف ضلالة وبدعة عقيدة اهل السنة المشركين (خطب أمير المؤمنين على بن ابى طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان: اتباع الهوى وطول الامل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الامل فينسي الآخرة، ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكن واحدة بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وإن غدا حساب ولا عمل وإنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع، يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجال رجالا، ألا إن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجللان معا فهنالك يستولى الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا غير منها شئ قيل: قد غيرت السُنة ! وقد أتى الناس منكرا، ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحا بثفالها ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة) فنظر مليا كيف ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرية تقول وبدعة محدثة السنة له فهى منكر وبدعة وهى الفتنة الدهيماء اى عظيمة السواد لأن كل تلفيق المذهب السنى فهو وضعت فوق تقول السنة للنبى وهى بدعة منكر مبين فكل الأيات البينات والمتشابهات قالت السنة سنة الله ولا تجد لسنة الله تبديلا فيجب هجر كل فرق بدعة اهل السنة والجماعة وكل الفرق المبتدعة الشيطانية التى لم يامر بها الله المسلمين في الحين وإتبع هدايتنا نحن آل بيت المصطفى اهل الحمى واهل هداية صراط الله المستقيم واهل الذكر المبينين الهدى من الضلالة لكل العالمين.

فالمنهج الصحيح لقد بدل للسنة للنبى زمان قبل 1200 سنة لذلك فهى فتنة قديمة وعظيمة السواد وهى فتنة الدهيماء التى يمسى الرجل فيها مؤمنا ثم يصبح كافرا وهاك الزيادة من الأحاديث عن فرية وبدعة السنة للنبى صلى الله عليه وسلم من لا ينطق عن الهوى ابدا فهو وحى من عند الله يوحى (عن عبد الله بن مسعود، قال: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم عليها الكبير، وتتخذ سنة مبتدعة جرى عليها الناس، فإذا غير منها شيء قيل: غيرت السُنّة فلاحظوا يا كرام مؤمنين لقد كشف وبين رسول الله بالوحى للحديث النبوى بان السنة هى بدعة ومنكر أتوا به الناس فتقول السنة للنبى هى بدعة ضلالة ومنكر مردود علي من إبتدعها فلم ينزل بها الله من سلطان على النبى والسنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة وكل محدثة بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.فعلى كل مدعي بمسلم ومسلمة سنى وشيعى ولا قرآنى ولا صوفى ولا سلفى وهملجرا فعليكم بهجر بدع وضلالات وضع الشيطان ومن شارك امهاتهم ائمة الكفر وإتبعوا واحد من هذه المذاهب الإسلامية التى يقبلها الله تعالى منك وتلقب بانا مسلم اوحنيفا مسلما او من انصار الله المسلمين او من الربانيين المسلمين وإتبع هدايتى التى تهديك الى صراط الله المستقيم فنحن ملة الحنفاء المسلمين ولقد بينا لكم المنهج المضمون والذى كان عليه سيدنا وعظيمنا محمد رسول الله وصحابته المكرمين ولا عذر لمن انذر وبينا له كل ضلالات الأمة السنية والشيعية والصوفية والبدع الشيطانية التى لم يفرضها ويشرعها الله تعالى على المسلمين والله غفور رحيم يغفر لكم كل ذنوبكم وينجيكم من عذابه الأليم بكل من يشرك به ما لم ينزل به الله من سلطان الفرقان العظيم فاهل السنة جميعهم قوم طيبين فهم لا يعلمون المنهج الصحيح من المنهج المنكر الذى لم ينزل به الله من سلطان على المسلمين ساقطين في فتنة الدهيماء التى يمسى فيها الرجل مسلما ثم يصبح كافرا وهى فتنة عقيدة اهل السنة وهى فتنة مدورة في المسلمين ولها اكثر من 1200 سنة ناس ماتت فيها وحييث ضالين مشركين باحكام سن مفترية للنبى لم ينزل بها الله من سلطان وعلى اخوتى وسادتى فرق السلفية وانصار السنة المحمدية بان يحتضنوا عقيدة ومنهج انصار الله فهم يقولون نحن السلف للصحابة والأنصار الاولين فربنا لا يتقبل منك اى بدعة او تسميه او تلقب بفرقة سبل لم يامرنا بها في كتابه العزيز فاهجروا البدع وإتبعوا ما انزل الله تعالى في الكتاب وفرضه علينا وعلى الصوفية الحقيقية عباد الله الصالحين تهجروا التلقب بالصوفية وتلقبوا بنحن الربانيين المسلمين وانا عبد جاهز وتحت خدمة جميع المسلمين من يريدون مساعدتى في تنظيم الفرق للمسلمين وتبيان المنهج المضمون للمسلمين وتجديد وتصحيح الدين الإسلامى كله فهذا الكتاب شامل كل شئ تريده لتعرف كل الدين الإسلامى الصحيح وانا رددت الكثير من المحجة لكى تنتبه الغافلين ونكبت الفاسقين ، وفقكم الله تعالى لإتباع هدية وصراطه المستقيم.



No comments:

Post a Comment